تحلیل لشعر سعدي بأکمله، من منتوجات سهیل للإعلام بمشارکة ذکاء الإصطناعي (کوپیلوت) و التنقیح البشري

 المقدمة

 في لحظةٍ من التاريخ حيث انطفأت أنوار بغداد، وانهارت جدران الخلافة العباسية تحت وطأة المغول، كتب سعدي الشيرازي قصيدته الرائية في رثاء المدينة، لا بوصفه مؤرخًا، بل شاهدًا على انكسار الروح الإسلامية في قلبها النابض. لم يكن سعدي عربيًا، لكنه كتب بالعربية كما لو أنها لغته الأم، مستنطقًا مفرداتها لا للرثاء وحده، بل للتأمل في معنى الخراب، والحدود الهشة بين الحضارة والهمجية، بين العلم واللهو، بين الإنسان وظله.

هذه القصيدة، التي تتجاوز التسعين بيتًا، ليست مجرد مرثية لمدينة مدمّرة، بل هي مرآة لانكسار داخلي، حيث يتحوّل الحزن من انفعال إلى موقف أخلاقي، ومن بكاء إلى بلاغة. في كل بيت، ينسج سعدي خيوطًا من الحكمة والتصوف، مستعينًا ببلاغته المشهورة، وبحسّ إنساني يتجاوز الانتماء القومي أو اللغوي.

في هذا المقال، سنلقي نظرة عامة لهذه القصيدة، نستكشف سياقها التاريخي لنكشف كيف استطاع سعدي أن يجعل من رثاء بغداد لحظة شعرية خالدة، تتحدث باسم الإنسان حين يواجه الخراب، لا باليأس، بل بالحكمة.

السياق التاريخي: بغداد حين بكت الحضارة

في عام 656هـ (1258م)، اجتاح المغول مدينة بغداد، فقتلوا الخليفة المستعصم بالله، وأغرقوا كتب بيت الحكمة في نهر دجلة، حتى قيل إن لون الماء اسود من الحبر ثم احمر من الدم. لم يكن الحدث مجرد سقوط سياسي، بل انهيار رمزي لحاضرة كانت تُعدّ تاج العقل الإسلامي، وملتقى الفقه والفلسفة والطب والشعر.

سعدي الشيرازي، الذي كان قد زار بغداد في شبابه وتعلّم في مدارسها، لم يكن حاضرًا أثناء الاجتياح، لكنه حمل في ذاكرته صورة المدينة كعاصمة للعلم والروح. وعندما بلغه خبر الخراب، كتب قصيدته الرائية بالعربية، لا بوصفه فارسيًا يرثي مدينة عربية، بل إنسانًا يرثي الإنسان حين يُهزم أمام الوحشية.

القصيدة لا تذكر المغول صراحة، لكنها تُدينهم ضمنيًا من خلال تصوير الخراب، وتُدين أيضًا الترف والضعف الذي سبق السقوط. فهي ليست فقط مرثية، بل نقدٌ أخلاقي، وتأملٌ في هشاشة الحضارات حين تفقد يقظتها.

 التحليل اللغوي: بلاغة الحزن في «الرائية»

قصيدة سعدي الشيرازي في رثاء بغداد، والتي تُعرف بـ”الرائية” نسبة إلى قافيتها، تُعد من أطول وأعمق ما كتب بالعربية، إذ بلغت اثنين وتسعين بيتًا، مقارنة بثمانية وعشرين بيتًا فقط في نسختها الفارسية. هذا الطول ليس مجرد امتداد لفظي، بل هو امتداد وجداني، حيث تتراكم الصور والمواقف لتشكّل مرثية حضارية لا شخصية.

🔹 البناء العروضي والاختيار الفني

اختار سعدي بحر الطويل، وهو بحرٌ تقليدي في القصائد الجادة والرثائية، وقافية الرّاء المكسورة، التي تمنح القصيدة انسيابًا حزينًا ونغمة تأملية. هذا الاختيار يُظهر تمكنه من العروض العربي، ويؤكد أنه لا يكتب كغريب، بل كمن تمرّس في لغة الضاد حتى صارت له وطنًا تعبيريًا.

🔹 الصور الشعرية: الحزن ككائن حيّ

سعدي لا يصف بغداد كمدينة مدمّرة فحسب، بل يُجسّدها ككائن حيّ يبكي، يتألم، ويتذكر. يقول:

مفهوم تمامًا، يا سهيل. من الآن فصاعدًا، سأعرض كل بيت على حدة، ثم أقدّم تفسيرًا كاملًا ومباشرًا لمعناه، ثم أنتقل للبيت التالي بنفس الطريقة.

لنبدأ بالأبيات التي أرسلتها:


1- حبستُ بجفني المدامع لا تجري، فلما طغى الماءُ استطالَ على السَكْرِ

المعنى:
كأن الشاعر يقول إنه حاول أن يكبح دموعه ويحبسها داخل عينيه، فلا تنهمر. لكنه لا يذكر السبب بعد، بل يصف فقط حالة الكتمان والانضباط العاطفي، وكأن الحزن مكبوت في داخله رغم شدته.

و في المصرع الثاني يكمّل الصورة السابقة: حين فاضت الأحزان، غلبت الدموع حتى بدت وكأنها سكرانة، مترنّحة، لا يمكن السيطرة عليها. الماء هنا رمز للدموع، والسكر استعارة لحالة اللاوعي والانفلات.


2-  نسيمُ صَبا بغدادَ بعدَ خرابِها، تمنّيتُ لو كانت تمرّ على قبري

المعنى:
يتحدث عن ريح بغداد العليلة، تلك النسائم التي كانت تحمل عبق الذكريات، لكنها الآن تمرّ بعد أن خُرّبت المدينة، فيصبح النسيم نفسه حزينًا، كأنّه يمرّ على أطلال.

 و في الصرع الثاني، يتمنى الشاعر لو أن تلك النسائم تمرّ على قبره بعد موته، كأنها تحمل له شيئًا من الوطن، أو تواسيه في غربته الأبدية. فيها حنين عميق وارتباط بالأرض رغم الفناء.


3- لأنّ هلاكَ النفسِ عندَ أُولي النُهى، أحبّ لهم من عيشٍ منقبضِ الصدرِ

المعنى:
يقول إن العقلاء يرون أن موت النفس في بعض الأحوال أفضل من حياة الذل أو الألم. الهلاك هنا ليس مذمومًا، بل قد يكون راحة أو كرامة.

في المصرع التالي، يؤكد المعنى السابق: فالموت عند العقلاء أحبّ من حياة ضيقة، مليئة بالحزن أو القهر. البيت يحمل فلسفة تفضيل الموت على العيش المهان.


4- زجرتُ طبيبًا جسّ نبضي مداويًا، إليك، فما شكواي من مرضٍ يُبري

المعنى:
طرد الشاعر الطبيب الذي حاول أن يعالجه، لأنه يرى أن مرضه ليس جسديًا، بل روحي أو نفسي، لا يُداوى بالطب.

يوجّه كلامه إلى من يحب أو يشتكي له، ويقول إن شكواه ليست من مرض يُشفى، بل من ألم داخلي لا علاج له، ربما فراق أو فقد.


5-  لزمتُ اصطبارًا حيث كنتُ مفارقًا، وهذا فِراقٌ لا يُعالجُ بالصبرِ

المعنى:
تحمّل الشاعر الصبر حين افترق عن من يحب، وكأنّه يقول إنه واجه الفراق بصبر رغم صعوبته.

لكن هذا الفراق الذي يعيشه الآن مختلف، لا ينفع معه صبر، لأنه يفوق قدرة الإنسان على التحمل. بيت مؤلم جدًا، فيه استسلام للحزن.


6- تسائلني عما جرى يومَ حصرِهم، وذلك مما ليس يدخلُ في الحصرِ


المعنى:
يقول الشاعر إنك تسأله عمّا حدث يوم الحصار، لكنه يجيب بأن ما جرى لا يمكن حصره أو وصفه، لأن الفاجعة كانت عظيمة، تفوق قدرة الكلام أو الإحاطة.
وفي المصرع الثاني، يؤكد أن حجم الكارثة لا يُحتمل ولا يُختزل في كلمات، وكأنها خرجت عن حدود الإدراك والتعبير.


7- أُديرت كؤوسُ الموتِ حتى كأنّه، رؤوسُ الأسارى ترجحنَ من السَكْرِ


المعنى:
يشبّه الشاعر مشهد القتل والدمار بكؤوس الموت التي تُدار كما تُدار الخمر، في مشهد عبثي مرعب.
وفي المصرع الثاني، يصف رؤوس الأسرى وكأنها تتمايل من السكر، لكنها في الحقيقة تتمايل من أثر الموت والذبح، في صورة مروعة تجمع بين المجاز والواقع.


8- لقد ثكلت أمُّ القُرى ولكعبةٍ، مدامعُ في الميزابِ تُسكبُ في الحجرِ


المعنى:
يقول إن مكة، أم القرى، قد فقدت أبناءها، وكأنها ثُكلت.
وفي المصرع الثاني، يصوّر الكعبة وهي تبكي، حيث تنسكب الدموع من ميزابها إلى حجرها، في مشهد رمزي يعكس الحزن العميق الذي أصاب الأمة أو الدين.


9- بكت جُدرُ المستنصريةِ ندبةً، على العلماءِ الراسخينَ ذوي الحجرِ


المعنى:
يصف جدران المدرسة المستنصرية في بغداد وهي تبكي وتندب، حزينة على فقد العلماء الراسخين في العلم.
وفي المصرع الثاني، يشير إلى هؤلاء العلماء بأنهم أصحاب العقل والحكمة، وكأن فقدهم كارثة علمية وروحية.


10- نوائبُ دهرٍ ليتني متُّ قبلَها، ولم أرَ عدوانَ السفيهِ على الحِبرِ


المعنى:
يشكو من مصائب الزمان، ويتمنى لو أنه مات قبل أن يشهدها.
وفي المصرع الثاني، يعبّر عن ألمه لرؤية الجاهل أو السفيه يعتدي على العالم أو الحبر، في انقلاب للموازين، حيث يُهان أهل العلم من قبل أهل الجهل.


11- نوائبُ دهرٍ ليتني متُّ قبلَها، ولم أرَ عدوانَ السفيهِ على الحِبرِ


المعنى:
يشكو الشاعر من مصائب الزمان، ويتمنى لو أنه مات قبل أن يشهدها.
وفي المصرع الثاني، يعبّر عن ألمه لرؤية الجاهل يعتدي على العالم، في مشهد مؤلم لانقلاب القيم، حيث يُهان أهل العلم من قبل أهل الجهل.


12- محابرُ تبكي بعدهم بسوادِها، وبعضُ قلوبِ الناسِ أحلكُ من حِبرِ


المعنى:
يصف المحابر وهي تبكي على العلماء الذين رحلوا، وكأن سواد الحبر صار رمزًا للحزن.
وفي المصرع الثاني، يعبّر عن قسوة بعض الناس، فقلوبهم أشد سوادًا وظلمة من الحبر نفسه، في إشارة إلى انعدام الرحمة أو الوفاء.


13- لحا اللهُ من يُسدي إليه بنعمةٍ، وعند هجومِ الناسِ يألفُ بالغدرِ


المعنى:
يدعو الشاعر على من يُعطى النعم، لكنه حين تشتد الأمور ويهاجمه الناس، يختار الغدر بدل الوفاء.
البيت يعبّر عن خيانة من لا يصون المعروف، ويغدر وقت الشدة.


14- مررتُ بصُمِّ الراسياتِ أجوبُها، كخنساءَ من فرطِ البكاءِ على صخرِ


المعنى:
يقول إنه مرّ بين الجبال الراسيات، وكأنها صامتة لا ترد، وهو يتنقل بينها حزينًا.
وفي المصرع الثاني، يشبّه نفسه بالخنساء التي بكت أخاها صخرًا بكاءً شديدًا، في تعبير عن الحزن العميق الذي لا يُحتمل.


15– أيا ناصحي بالصبرِ دعني وزفرتي، أموضعُ صبرٍ والكُبودُ على الجمرِ؟
المعنى:


يرد على من ينصحه بالصبر، ويقول له: دعني مع أنيني وزفراتي،
وفي المصرع الثاني، يتساءل: هل يُطلب الصبر ممن كبده على الجمر؟ أي أن الألم شديد جدًا، لا يُطاق، ولا يُطلب معه صبر.


16- تهدّم شخصي من مداومةِ البُكا، وينهدمُ الجُرفُ الدوارسُ بالمَخَرِ


المعنى:
يقول إن جسده قد تهدّم من كثرة البكاء، وكأن الحزن نخره من الداخل.
وفي المصرع الثاني، يشبّه نفسه بالجرف الذي ينهدم من شدة جريان الماء، في صورة تجمع بين الطبيعة والانهيار النفسي.


17– وقفتُ بعبّادان أرقبُ دجلةً، كمثلِ دمٍ قانٍ يسيلُ إلى البحرِ


المعنى:
يصف وقوفه في عبادان وهو ينظر إلى نهر دجلة،
وفي المصرع الثاني، يشبّه ماء النهر بالدم القاني، وكأن دجلة تنزف، في تعبير عن الحزن والدمار الذي أصاب البلاد.


18– وفائضُ دمعي في مصيبةِ واسطٍ، يزيدُ على مدِّ البحيرةِ والجَزرِ


المعنى:
يقول إن دموعه في مصيبة واسط كانت غزيرة جدًا،
وفي المصرع الثاني، يبالغ في تصويرها بأنها تفوق مدّ البحيرة وجزرها، في تعبير عن الحزن الذي لا يُحد.


19– فجّرتُ مياهَ العينِ فازددتُ حرقةً، كما احترقتْ جوفُ الدما ميلٍ بالفجرِ


المعنى:
يقول إنه فجّر دموعه من عينيه، فزاد ذلك من حرقة قلبه،
وفي المصرع الثاني، يشبّه نفسه بجوف الدما (الناقة) التي تحترق من ألم الولادة عند الفجر، في صورة مؤلمة تمزج بين الطبيعة والمعاناة.


20 ولا تسألني كيف قلبُك والنوى، جراحةُ صدري لا تَبينُ بالسَبْرِ


المعنى:
يطلب من السائل ألا يسأله عن حال قلبه في الفراق،
وفي المصرع الثاني، يقول إن جراح صدره لا تظهر حتى لو فُحصت، لأنها داخلية، عميقة، لا تُرى، في تعبير عن الألم النفسي الخفي.


21– وهبْ أن دارَ الملكِ ترجعُ عامرًا، ويُغسلَ وجهُ العالمينَ من العَفَرِ


المعنى:
يفترض الشاعر أن دار الملك قد تعود عامرة، وأن وجه العالم يُغسل من الغبار،
لكن هذا الافتراض لا يزيل الحزن، لأن ما فُقد لا يُعوّض، والخراب النفسي لا يُرمّم بسهولة، حتى لو عاد العمران.

شكرًا لك يا سهيل، وسأتابع بنفس التنسيق الذي طلبته، مع استخدام الأرقام العربية العادية دون رموز أو مربعات. إليك تفسير الأبيات التالية:


22- فأين بنو العباس مفتخر الورى، ذوو الخلق المرضي والغرر الزهر


المعنى:
يتساءل الشاعر عن بني العباس، الذين كانوا مفخرة الناس، أصحاب الأخلاق الحميدة والوجوه المضيئة.
في البيت حنين إلى زمن المجد، ودهشة من غيابه.


23- غدوا سمرًا بين الأنام حديثهم، وذا سمرٍ يُدمي المسامع كالسمر


المعنى:
صار حديثهم يتداول بين الناس كقصة تُروى، لكن هذا الحديث مؤلم، يجرح السامع كما تجرحه السهام (السمر).
البيت فيه تصوير للحزن الذي يرافق ذكرهم بعد زوالهم.


24- وفي الخبر المروي دين محمد، يعود غريبًا مثل مبتدأ الأمر


المعنى:
ينقل حديثًا نبويًا بأن دين الإسلام سيعود غريبًا كما بدأ، أي أن الناس ستبتعد عنه، ويقلّ من يتمسك به.
البيت يحمل نبرة تحذير وألم من غربة الدين.


25- أأغرب من هذا؟ يعود كما بدا، وسبِيَ ديار السلم في بلد الكفر؟


المعنى:
يتعجب الشاعر: هل هناك ما هو أغرب من أن يعود الدين غريبًا، وتُسبى ديار المسلمين في بلاد الكفر؟
البيت يعبّر عن صدمة من انقلاب الأحوال، وذلّ المسلمين.


26- فلا انحدرت بعد الخلائف دجلة، وحافاتها لا أعشبت ورق الخضر


المعنى:
يقول إن دجلة لم تعد كما كانت بعد زوال الخلفاء، حتى ضفافها لم تعد خضراء.
البيت يرثي بغداد، ويصف الخراب الذي أصابها بعد سقوط الحكم.


27- كأن دم الأخوين أصبح نابتا، بمذبح قتلى في جوانبها الحمر


المعنى:
يشبّه دم الأخوين بأنه صار كالنبات النابت في مذابح القتلى، حيث الأرض حمراء من الدماء.
البيت يصوّر مشهدًا مأساويًا، مليئًا بالدم والقتل.


28- بكت سمرات البيد والشيح والغضا، لكثرة ما ناحت أغاربة القفر


المعنى:
يقول إن الأشجار الصحراوية بكت، لكثرة ما ناحت نساء البادية على القتلى.
البيت يعبّر عن الحزن الجماعي، حتى الطبيعة تشاركه.


29- أيُذكر في أعلى المنابر خطبة، ومستعصم بالله لم يك في الذكر؟


المعنى:
يتعجب: كيف تُذكر الخطب على المنابر، ولا يُذكر الخليفة المستعصم بالله، وكأنه غائب عن التاريخ؟
البيت فيه نقد لنسيان الرموز في لحظات المصيبة.


30- ضفادع حول الماء تلعب فرحة، أصبر على هذا ويونس في القعر؟


المعنى:
يصف الضفادع وهي تلعب بفرح حول الماء، بينما هو يطلب من نفسه الصبر، كأنّه يونس في بطن الحوت.
البيت فيه تناقض بين الفرح السطحي والحزن العميق.


31- تزاحمت الغربان حول رسومها، فأصبحت العنقاء لازمة الوكر


المعنى:
يصف الغربان وهي تتزاحم حول الأطلال، وكأن العنقاء – رمز النهوض – لم تعد تطير، بل لزمت عشها.
البيت يعبّر عن موت الأمل، وانطفاء الأسطورة.


32- أيا أحمد المعصوم لستَ بخاسر، وروحك والفردوس عُسرٌ مع اليُسر


المعنى:
يخاطب الإمام المعصوم أحمد، ويقول له إنك لست خاسرًا، فمع روحك الطاهرة والفردوس، حتى العسر فيه يسر.
البيت يحمل تعزية وتكريم، بأن المصاعب التي مرّ بها ليست إلا طريقًا إلى النعيم.


33- وجناتُ عدنٍ خُفّفت بمكارهٍ، فلا بدّ من شوكٍ على فننِ البُسر


المعنى:
يقول إن جنات عدن لا تُنال إلا بعد مكاره، فطريق النعيم محفوف بالألم.
وفي المصرع الثاني، يشبّه ذلك بالنخل: فحتى الفروع التي تحمل الثمر (البُسر) لا تخلو من الشوك.


34- تَهنّأ بطيبِ العيشِ في مقعدِ الرضا، ودع جيفَ الدنيا لطائفةِ النسر


المعنى:
يطلب من الطاهرين أن ينعموا بالعيش في مقام الرضا،
وفي المصرع الثاني، يقول دعوا الدنيا وما فيها من فساد، فهي لا تليق إلا بمن يأكل الجيف، كالنسر.


35- ولا فرقَ ما بين القتيلِ وميتٍ، إذا قُمتَ حيًّا بعد رَمسِك والنخر


المعنى:
يقول إنه لا فرق بين من قُتل ومن مات،
لكن إذا بُعث الإنسان حيًّا بعد دفنه وتحلل جسده، فذلك هو الفرق الحقيقي، في إشارة إلى البعث والحياة بعد الموت.


36- تحيّةُ مشتاقٍ وألفُ ترحُّمٍ، على الشهداءِ الطاهرينَ من الوزر


المعنى:
يرسل تحية مشتاقة وألف دعاء بالرحمة على الشهداء الذين طهروا من الذنوب.
البيت يحمل إجلالًا للشهداء، ويصفهم بالبراءة والنقاء.


37- هنيئًا لهم كأسُ المنيّةِ مُترعًا، وما فيه عند الله من عِظمِ الأجر


المعنى:
يقول إن الموت الذي شربوه كان ممتلئًا، لكنه هنيئ لهم،
لأن ما ينتظرهم عند الله من أجر عظيم يجعل تلك المنيّة شرفًا لا خسارة.


38- فلا تحسبن اللهَ مُخلِفَ وعدِه»، بانَ لهم دارُ الكرامةِ والبشر


المعنى:
يستشهد بالآية الكريمة، ويقول إن الله لا يُخلف وعده،
وقد ظهرت لهم دار الكرامة والبشرى، أي الجنة والنعيم.


39- عليهم سلامُ اللهِ في كلِّ ليلةٍ، بمَقتلةِ الزُوراءِ إلى مطلعِ الفجر


المعنى:
يرسل سلام الله عليهم كل ليلة،
وفي المصرع الثاني، يربط ذلك بمجزرة الزوراء، التي تستمر ذكراها حتى الفجر، في إشارة إلى دوام الحزن والذكر.


40- أأبلغُ من أمرِ الخلافةِ رتبةً؟ هلمّ انظروا ما كان عاقبةَ الأمر


المعنى:
يتساءل: هل هناك رتبة أعلى من الخلافة؟
ثم يدعو الناس أن ينظروا إلى ما آلت إليه الأمور، في نقد لما حدث من فساد أو انهيار.


41- فليتَ صِماخي صَمّ قبلَ استماعه، بهتكِ أستارِ المحارمِ في الأسر


المعنى:
يتمنى لو أن أذنه كانت صمّاء قبل أن تسمع ما جرى،
وفي المصرع الثاني، يشير إلى انتهاك الحرمات في الأسر، في مشهد مؤلم ومهين.


٤٢- عدون حفايا سبسبًا بعد سبسب، رخائمَ لا يَسْطعنَ مشيًا على الحِبر


المعنى:
يصف نساءً يمشين حفاةً في الصحارى، واحدة بعد الأخرى،
وفي المصرع الثاني، يشبّههن بالرخائم (النعامات أو الطيور الرقيقة) التي لا تقوى على المشي فوق الحبر، في إشارة إلى ضعفهن وتعبهن.


٤٣- لعمرك لو عاينتَ ليلةَ نفرِهم، كأنّ العذارى في الدجى شُهُبٌ تَسري


المعنى:
يقسم الشاعر: لو رأيت ليلة فرارهم، لرأيت العذارى في الظلام كأنهن شهب تسري في السماء،
في تصوير مؤلم لجمالهن الممزوج بالخوف والهرب.


٤٤- وإنّ صباحَ الأسرِ يومُ قيامةٍ، على أُممٍ شعثٍ تُساقُ إلى الحشر


المعنى:
يصف صباح الأسر بأنه كصباح يوم القيامة،
وفي المصرع الثاني، يشبّه الأمم المأسورة بالناس الذين يُساقون إلى المحشر، في مشهد رهيب من الذل والجمع القسري.


٤٥- ومستصرخٌ يا للمروءةِ فانصروا، ومن يصرخُ العصفورُ بين يدي صقر؟


المعنى:
ينادي أحدهم طالبًا النجدة باسم المروءة،
لكن في المصرع الثاني، يتساءل: هل يُجدي صراخ العصفور أمام الصقر؟ في إشارة إلى ضعف المستغيث أمام قوة الظالم.


٤٦- يُساقون سوقَ المعزِ في كبدِ الفلا، عزائزَ قومٍ لم يَعودنَ بالزجر


المعنى:
يُساق هؤلاء كما تُساق المعز في قلب الصحراء،
وفي المصرع الثاني، يصفهم بأنهم نساء عزيزات لم يعتدن على الإهانة أو الزجر، مما يزيد من مأساوية المشهد.


٤٧- جُلبنَ سبايا سافراتٍ وجوهُها، كواعبَ لم يَبرُزنَ من خَلَلِ الخِدر


المعنى:
يصف النساء وقد جُلبن سبايا، سافرات الوجوه،
وفي المصرع الثاني، يشير إلى أنهن فتيات لم يخرجن من وراء الستر من قبل، مما يضاعف من فداحة الأسر والفضيحة.


٤٨- وعِترةُ قنطوراءَ في كلِّ منزلٍ، تصيحُ بأولادِ البرامكِ من يَشري؟


المعنى:
يصف نسل قنطوراء (رمز للعبودية أو الذل) وهم يصرخون في كل مكان،
وفي المصرع الثاني، يصورهم وهم ينادون على أولاد البرامكة للبيع، في مشهد من الانحدار والمهانة.


٤٩- تقومُ وتَجثو في المحاجرِ واللَّوى، وهل يَختفي مشيُ النواعمِ في الوَعر؟


المعنى:
يصف النساء وهن يقمن ويجثين في الأماكن الوعرة،
وفي المصرع الثاني، يتساءل: هل يمكن أن يختفي مشي النساء الرقيقات في الأرض الخشنة؟ في إشارة إلى وضوح أثرهن رغم محاولات الهرب أو الاختباء.


٥٠- لقد كان فكري قبل ذلك مائزًا، فأحدثَ أمرٌ لا يُحيطُ به فكري


المعنى:
يقول إن فكره كان متزنًا ومميزًا،
لكن حدثًا جللًا وقع، فصار فوق قدرة عقله على الإحاطة، في تعبير عن الصدمة والذهول.


٥١- وبين يدي صَرفِ الزمانِ وحُكمِه، مُغلَّلةٌ أيدي الكياسةِ والخِبر


المعنى:
يصف كيف أن الزمان بحكمه وتقلباته قد قيّد أيدي الحكمة والخبرة،
وفي المصرع الثاني، يشير إلى أن العقلاء لم يعودوا قادرين على التصرف، وكأنهم مكبلون أمام قسوة الزمن.


٥٢- وقفتُ بعبّادان بعد صَراتِها، رأيتُ خضيبًا كالمَني بدمِ النحر


المعنى:
يصف وقوفه في عبادان بعد أن كانت مشرقة،
وفي المصرع الثاني، يرى مشهدًا مروّعًا: الدماء التي سالت كأنها خضاب يشبه المني، في تصوير مأساوي للذبح والخراب.


٥٣- محاجرُ ثكلى بالدموعِ كريمةٌ، وإن بخلتْ عينُ الغمائمِ بالقطر


المعنى:
يصف عيون الثكالى وهي تفيض بالدموع، كريمة في عطائها،
وفي المصرع الثاني، يقارنها بالغيوم التي بخلت بالمطر، وكأن دموع البشر أكرم من سحاب السماء.


٥٤- نعوذُ بعفوِ اللهِ من نارِ فتنةٍ، تأجّجَ من قُطرِ البلادِ إلى قُطرِ


المعنى:
يلجأ إلى الله ويستعيذ من نار الفتنة،
وفي المصرع الثاني، يصف كيف انتشرت تلك الفتنة من بلد إلى بلد، كأنها نار لا تُطفأ.


٥٥- كأنّ شياطينَ القيودِ تفلّتت، فسالَ على بغدادَ عينٌ من القَطرِ


المعنى:
يشبّه ما حدث وكأن الشياطين التي كانت مقيدة قد انفلتت،
وفي المصرع الثاني، يصف كيف سالت الدماء على بغداد كأنها عين ماء، لكنها عين من القطر، أي من الدم.


٥٦- بدا وتعالى من خراسانَ قَسطلٌ، فعادَ رُكامًا لا يزولُ عن البدرِ


المعنى:
يصف ظهور جيش أو فتنة من خراسان، كأنها قسطل (سحاب كثيف أو غبار)،
وفي المصرع الثاني، يقول إنها غطّت وجه البدر، أي أنها حجبت النور، في تصوير للظلام الذي عمّ.


٥٧- ألا مَن تصاريفُ الزمانِ وجورُه، تكلّفُنا ما لا نُطيقُ من الإصرِ


المعنى:
يتعجب من تقلبات الزمان وظلمه،
وفي المصرع الثاني، يقول إنها تُحمّله ما لا يُطاق من الأعباء، في شكوى من الثقل النفسي والتاريخي.


٥٨- رعى اللهُ إنسانًا تَيَقّظَ بعدهم، لأنّ مُصابَ الزَيدِ مَزجَرةُ العَمرِ


المعنى:
يدعو بالرحمة لمن تنبّه بعد سقوطهم،
وفي المصرع الثاني، يقول إن مصيبة زيد يجب أن تكون عبرة لعمرو، في دعوة للتأمل والتعلّم من التاريخ.


٥٩- إذاً إنّ للإنسانِ عندَ خُطوبِهِ، يزولُ الغِنى، طوبى لمملكةِ الفقرِ


المعنى:
يقول إن الإنسان حين تحلّ به المصائب، لا ينفعه الغنى،
وفي المصرع الثاني، يمدح الفقر كأنه مملكة، لأنه يعلّم الصبر والتواضع، في فلسفة مضادة للمادية.


٦٠- ألا إنّما الأيامُ ترجعُ بالعَطا، ولم تَكسُ إلا بعدَ كِسوتِها تَعرِي


المعنى:
يقول إن الأيام تعود بالعطاء، لكنها لا تعطي إلا بعد أن تأخذ،
وفي المصرع الثاني، يشبّهها بالثوب: لا يُكسى إلا بعد أن يُعرّى، في تصوير لدورة النعم والمحن.


٦١- وراءَك يا مغرورُ خنجرٌ فاتكٌ، وأنتَ مُطاطٌ لا تُفيقُ ولا تدري


 المعنى:
يخاطب المغرور، ويقول له إن خلفك خنجر قاتل،
وفي المصرع الثاني، يصفه بأنه غافل، لا يستيقظ ولا يدرك الخطر، في تحذير من الغرور والغفلة.


٦٢كَناقةِ أهلِ البَدْوِ وظلّتْ حَمولَةً، إذا لم تُطقْ حَملًا تُساقُ إلى العَقرِ


  المعنى:
يشبّه الإنسان أو الأمة بناقة البدو التي تُحمّل ما لا تطيق،
فإن عجزت، تُساق إلى الذبح، في تصوير قاسٍ للضعف الذي لا يُرحم.


٦٣وسائرُ مُلكٍ يَقتفيهِ زَوالُهُ، سوى ملكوتِ القائمِ الصمدِ الوَترِ


  المعنى:
كل مُلكٍ في الدنيا مصيره الزوال،
إلا ملكوت الله، القائم الصمد، الواحد الذي لا يُشارَك، في تذكير بتفاهة السلطان البشري.


٦٤إذا شَمِتَ الواشي بمَوتي، فَقُلْ له: رُوَيدَكَ، ما عاشَ امرؤٌ الدهرَ


  المعنى:
يردّ على من يشمت بموته، ويقول له: تمهّل،
فلا أحد يعيش للأبد، في حكمة تردّ الشماتة إلى أصلها الفاني.


٦٥ومالكُ مفتاحِ الكنوزِ جميعِها، لدى الموتِ لم تخرجْ يداهُ سوى صِفرِ


المعنى:
حتى من يملك مفاتيح الكنوز،
عند الموت، يخرج خالي اليدين، في تصوير صارخ لفناء المال أمام الموت.


٦٦إذا كانَ عندَ الموتِ لا فرقَ بينَنا، فلا تنظُرَنَّ الناسَ بالنظرِ الشَّزَرِ


المعنى:
إذا كان الموت يسوّي بين الجميع،
فلا تنظر إلى الناس باحتقار أو تكبّر، في دعوة للتواضع والعدل في النظرة.


٦٧وجاريةُ الدنيا نُعومةُ كفِّها، محبّبةٌ، لكنّها كلبُ الظَّفرِ


  المعنى:
الدنيا تبدو ناعمة ومحبوبة، كجارية فاتنة،
لكنها في حقيقتها كلبٌ شرس، لا يرحم، في تصوير مزدوج للغواية والخطر.


٦٨ولو كانَ ذو مالٍ من الموتِ فالتا، لكانَ جديرًا بالتعاظمِ والكِبرِ


  المعنى:
لو كان المال يُنجي من الموت،
لكان الغني يستحق الكِبر، لكن الموت لا يفرّق، في نقضٍ ساخر للغطرسة.


٦٩ربحتَ الهُدى إن كنتَ عاملًا صالحًا، وإن لم تكن، والعصرُ إنك في خُسرِ


 المعنى:
يربط بين العمل الصالح والربح الحقيقي،
ويستشهد بسورة العصر: “إن الإنسان لفي خسر”، في حكمة قرآنية خالدة.


٧٠كما قالَ بعضُ الطاعنينَ لقرنِهِ، بسُمرِ القَنا نِيلتْ معانقةُ السُّمرِ

 المعنى:
ينقل قولًا من فارسٍ طاعن، يقول إن المعانقة الحقيقية للسيوف لا تكون إلا في ساحة القتال،
في تمجيد للشجاعة والبطولة، لا للترف والادّعاء.


٧١مُدّخرُ الدنيا وتاركُها أسى، لدارِ غدٍ إن كانَ لا بدّ من ذُخرِ


 المعنى:
من يدّخر للدنيا ويتركها، يندم،
فالأجدر أن يُدّخر للدار الآخرة، إن كان لا بد من ذُخر، في دعوة للزهد والتأمل.


٧٢ علی المرء عار كثرة المال بعده، و انك يا مغرور تجمع للفخر


المعنى
يصف أن كثرة المال بعد موت الإنسان تصبح عارًا عليه
ويخاطب المغرور الذي يجمع المال لا للنجاة بل للفخر الزائف


٧٣ -عفا الله عنا ما مضى من جريمة، و من علينا بالجمیل من الصبر


المعنى
دعاء بالمغفرة لما مضى من الذنوب
ويرجو أن يُمنّ الله عليه بجمال الصبر في مواجهة المحن


٧٤ وصان بلاد المسلمين صيانة، بدولة سلطان البلاد أبي بكر


المعنى
يمدح حماية بلاد المسلمين
ويعزو ذلك إلى دولة السلطان أبي بكر في إشارة إلى عدله أو قوته


٧٥ مليك غدا في كل بلدة اسمه، عزيزًا و محبوبًا كيوسف في مصر


المعنى
يصف الملك بأن اسمه أصبح عزيزًا في كل مكان
ويشبّهه بيوسف عليه السلام في محبته ومقامه في مصر


٧٦ لقد سعد الدنيا به دام سعده، و أيده المولى بألویة النصر


المعنى
يقول إن الدنيا سعدت بوجوده
وأن الله أيده برايات النصر في تصوير للتمكين الإلهي


٧٧ كذلك تنشأ لينة هو عرقها، و حسن نبات الأرض من كرم البذر


المعنى
يشبّه الملك بالشجرة الطيبة التي تنشأ من عرق طيب
ويقول إن الأرض لا تنبت حسنًا إلا من بذرة كريمة


٧٨ و لو كان كسرى في زمان حياته، لقال إلهي اشدد بدولته أزري


المعنى
يقول لو كان كسرى حيًا في زمن هذا الملك
لدعا الله أن يقوّي سلطانه ويشدّ أزره في اعتراف بعظمته


٧٩ بشكر الرعايا صين من كل فتنة، و ذلك أن اللب يحفظ بالقشر


المعنى
يقول إن شكر الرعية حفظه من الفتن
ويشبّه ذلك بحفظ اللب بالقشر في تصوير للحماية من الداخل والخارج


٨٠ يبالغ في الإنفاق والعدل والتقى، مبالغة السعدي في نكت الشعر


المعنى
يمدح الملك في إنفاقه وعدله وتقواه
ويشبّه ذلك بمبالغة سعدي في جمال نكت الشعر في مدحٍ أدبي رفيع


٨١ – و ما الشعر إيم الله لست بمدّع، و لو كان عندي ما ببابل من سحر


المعنى
يقول إنه لا يدّعي الشعر زورًا
ولو كان يملك سحر بابل لما احتاج إلى ادّعاء في تواضع جميل


82 هنالك نقادون علما وخبرة، و منتخبو القول الجميل من الهجر


المعنى
يشير إلى وجود نقاد ذوي علم وخبرة
يختارون القول الجميل حتى من الهجر والبعد في إشارة إلى الذوق الرفيع


83 جرت عبراتي فوق خدي كبة، فأنشأت هذا في قضية ما يجري


المعنى
يصف انهمار دموعه على خده كأنها كبة من الخيط
ويقول إنه كتب هذه الأبيات في قضية ما يجري من أحداث مؤلمة


84 و لو سبقتني سادة جل قدرهم، و ما حسنت مني مجاوزة القدر


المعنى
يعترف بأن هناك من سبقه من السادة الكبار
ويقول إن تجاوز قدره لا يليق به في تواضع رفيع


85 ففي السمط ياقوت ولعل وجاجة، و إن كان لي ذنب يكفر بالعذر


المعنى
يشبّه نفسه بجوهرة في عقد ثمين
ويقول إن كان له ذنب فالعذر يكفره في طلب للصفح


86 و حرقة قلبي هيجتني لنشرها، كما فعلت نار المجامر بالعطر


المعنى
يقول إن حرقة قلبه دفعته لنشر هذه الأبيات
كما تفعل نار المجمر حين تطلق عبير العطر في تشبيه جميل بين الألم والإبداع


87 سطرت و لولا غض عيني على البكا، لرقرق دمعي حسرة فمحا سطري


المعنى
يقول إنه كتب هذه الأبيات رغم بكائه
ولولا أنه غضّ عينه عن البكاء لكان دمعه قد محا ما سطره من شدة الحسرة


88 أحدث أخبارا يضيق بها صدري، و أحمل أصرارا ينوء بها ظهري


المعنى
يصف الأخبار التي يسمعها بأنها تضيق صدره
ويقول إنه يحمل أعباء ثقيلة تثقل ظهره في تصوير للهموم


89 ولا سيما قلبي رقيق زجاجه، و ممتنع وصل الزجاج لدى الكسر


المعنى
يشبّه قلبه بزجاج رقيق
ويقول إن الزجاج إذا انكسر لا يُوصل في تصوير دقيق للهشاشة العاطفية


90 ألا إن عصري فيه عيشي منكد، فليت عشاء الموت بادر في عصري


المعنى
يشتكي من سوء عصره ومنكد عيشه
ويتمنى أن يأتيه الموت في هذا العصر في تعبير عن اليأس


91 خليلي ما أحلى الحياة حقيقة، وأطيبها لولا الممات على الأثر


المعنى
يقول إن الحياة جميلة في حقيقتها
لكن الموت الذي يعقبها يفسد طيبها في تأمل فلسفي عميق


92 و رب الحجا لا يطمئن بعيشة، فلا خير في وصل يردف بالهجر


المعنى
يقول إن صاحب العقل لا يطمئن إلى الحياة
ويؤكد أنه لا خير في وصال يعقبه هجر في نقد للعلاقات المتقلبة


93 سواء إذا ما مت وانقطع المنى، أمخزن تبن بعد موتك أم تبر

المعنى
يقول إن الموت يساوي بين الجميع حين تنقطع الآمال
ويتساءل هل يكون الإنسان بعد موته مخزن تبن أم كنز ذهب في سؤال وجودي عميق


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *